النيل والفرات في العقيدة الصهيونية

نشر 25 مارس 2018

لا ينفك حاخامات إسرائيل يتحدثون عن تاريخ ما يزعمون إنها أرضهم التاريخية  التي منحها الرب لهم ، وفق ما تقول أدبياتهم ، وأيضا نصوصهم التوراتية القاطعة ..

وإذا كان البعض يعتقد بأن مقولة ” أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ” قد انتهت وإنها باتت دعوة خيالية، فإنها بالنسبة للصهاينة مسألة عقدية لا تقبل المساومة ولأي سبب .

 والمأساة ، أن  البعض ممن هم من بني جلدتنا  يستهجنون الحديث عن مثل هكذا أهداف غير  قابلة للتطبيق، لأسباب موضوعية على تماس مع معطيات الحداثة والقوة والجغرافيا الطبيعية والسياسية وغيرها ، ولكن الحقيقة التي لا يريد مثل هؤلاء الإعتراف بها أن الذي يتحدث عن ذلك ليس الإعلام العربي أو الكتاب العرب ومراكز الدراسات  والمتخصصون الذين باتوا يتجنبون  مجرد الخوض في مثل هكذا قضية لكي لا يتهموا بالسذاجة ، بل إن من يتحدث عن ذلك هم الصهاينة أنفسهم وساستهم وإعلامهم ، ومن ذلك ما بثته القناة العبرية السادسة التي نقلت خطبة للحاخام إليعيزر ملميد رئيس المدرسة الدينية “جبل بركة ”  والتي خصصها حول حدود إسرائيل و” تخومها التي هي حيث تطأ أقدام جنودها ” ..

 ولكي لا نتهم أننا نحطب بليل نحيلكم إلى ما قاله الحاخام يوم السبت الفائت والذي بثته القناة العبرية من خلال تقرير ترجمه موقع جي بي سي نيوز وهنا أقتبس :

“في كل مرة نتحدث فيها عن أرض إسرائيل يجب الانتباه إلى مسألتين حدوديتين، أولا: حدود أرض إسرائيل كلها، وثانيا حدود أرض مهاجري مصر. وحدود أرض إسرائيل كلها مثلما وعد الله أبونا إبراهيم حيث قال له: “سنعطي لنسلك هذه الأرض من نهر مصر وحتى النهر الكبير، نهر الفرات – سفر التكوين – الآيات14، 18″. وهناك الحدود المقلصة والتي وردت في سفر العدد، الفقرة 34″ والتي أمر الله مهاجري مصر باحتلالها”.

أضاف الحاخام   : لماذا لم يأمر الله مهاجري مصر باحتلال كل أرض إسرائيل؟ نظرا لأن عددهم لم يكن كافيا لتوطين كل البلاد، لذا كانت الشرائع تنص على أن يستوطنوا أولا في البلاد، عبر الأردن الغربي – الضفة الغربية من نهر الأردن، وأن يتوسعوا من هناك بصورة تدريجية حتى يحتلوا البلاد كلها. وعندما طلب أبناء روبن وجاد الحصول على أرضهم في شرقي الأردن، سمح لهم موسى، بيد أن اليهود لم يستطيعوا بقوتهم احتلال جميع الأرض التي حددت لمهاجري مصر في سفر العدد.

وأضاف: ” نهر مصر هو الحدود الجنوبية الغربية لأرض إسرائيل كلها، ومن المتفق عليه إن نهر مصر هو الفرع الشرقي من النيل في منطقة قناة السويس حاليا. وفيما يتعلق بالحدود الجنوبية جاء في التوراة: “ولتقم حدودك من بحر سوف – البحر الأحمر- وحتى بحر بلشتيم – سفر الخروج الفقرات 23، 31″. أي أن كل شبه جزيرة سيناء داخل حدود إسرائيل، نظرا لأن البحر الأحمر يحيط بها، وقد تم تحديده كحدود أرض إسرائيل الجنوبية.

وتابع : هناك مفسرون يقولون: إن الحاخام موشيه بن ميمون الذي كان يسكن في القاهرة الواقعة شرقي النيل، كان يعتقد إنه يسكن في أرض إسرائيل.

واختتم الحاخام خطبته بقوله : لقد أمر الله مهاجري مصر بأن يحتلوا الحدود التي تبدأ من الجنوب بالبحر الميت وحتى وادي مصر، مثلما هو وارد في سفر العدد، الفقرة 34، 5″. وبعد أن يستقروا فيها، ينتشرون منها إلى باقي أرض إسرائيل ”  . انتهى الإقتباس .

 هكذا يخطبون ، وهكذا  يلقنون  أبناءهم في المعاهد والمدارس ، وهكذا تبث قنواتهم وإعلامهم ، أما أمة بلاد العرب أوطاني فقد  شمرت عن يديها ورجليها لتعديل مناهجها ، حتى باتت الكثرة الكاثرة من أبنائها   يظنون بأن المسجد الأقصى هو ذلك البناء الأموي ” القبلي ” أو الصخرة وقبتها ، وليس كل الجبل بصخوره وكل عناصر ترابه  ، ولأجل ذلك فإنه ليس مستغربا أننا سنسمع وربما قريبا – من سيقلل من خطورة  ابتلاع القدس ونقل سفارة واشنطن إليها .