اعتصام المزارعين و”: رقبة ” الدكتور ممدوح العبادي

نشر 25 مارس 2018

قطع الدكتور ممدوح العبادي وعدا صارما لممثلي القطاع الزراعي   الذين اجتمع بهم في مجلس النواب قبل أيام  ، حينما خاطبهم قائلا : ” على رقبتي ” .. وهو يعني بذلك موافقته على إلغاء الضريبة التي فرضت مؤخرا على مدخلات الإنتاج وقدرها 10 %  ، حيث اعتصم هؤلاء لأكثر من ستة ايام أمام مجلس النواب لهذه الغاية .

وفي اجتماع آخر تم في المدينة الرياضية حضره جميع ممثلي القطاع بالإضافة إلى اللجنة الزراعية ( شاهدت تسجيلا له على المدينة نيوز ) أعاد العبادي نفس وعده السابق : ” على رقبتي ” قبل أن ينفض الإجتماع عقب إعلان المزارعين تعليق اعتصامهم حتى يروا ماذا سيفعل رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي بوعد نائبه .

وعد رقبة العبادي نظنه نافذا   ، لأننا نعتقد بأن رجلا سياسيا محنكا ومخضرما مثل ” أبو صالح ” لن يقبل وليس من طبعه وجديته وتجربته  أن يكون كتاجر الزيت المغشوش الذي قال للمشترين ”  على رقبتي زيت أصلي  ” .. بعد أن   مسحها بقطرات غير مغشوشة ، فالعبادي أذكى من أن يورط نفسه بهكذا وعود أمام وسائل الإعلام    .

طيب ، إذا كانت الموازنة بنيت على ما أدرجته  الحكومة في قانونها الذي أقره مجلس الأمة مؤخرا بشقيه ، وإذا ما تم إلغاء هذه الضريبة ، فمن اين ستعوض الحكومة العتيدة  النقص في الإيرادات المنتظرة  الذي سينتج عن إلغائها ، إذا افترضنا أنها طبقت الدستور ولم تفرض أي ضريبة إلا بقانون  ؟؟ .

 الأمر ليس لغزا كما  ترون ، وما يعانيه الأردنيون من الضرائب لا يحتاج لتوضيح .

 إذا ألغيتم الضريبة ، فستعوضونها من الجيوب  ، وإذا فرضتموها ، فسيتحملها أيضا المواطن ” المستهلك ” ، أي أن حجر الرحى هو هذا المواطن الذي بات يتحدث مع نفسه في مشهد طارئ من الهلوسة الذاتية التي لم يشهد لها الأردن مثيلا ، ومن أجل ذلك فإننا نسمع ونرى يوميا حوادث وجرائم  غريبة  ( 15 جريمة سطو في شهر واحد ) وكله ببركات الحكومات التي تستسهل فرض الضرائب  بدل البحث عن حلول بديلة ، وما أكثرها .

   آخر نكتة سمعناها هي ارتفاع أسعار الملح في بلد فيه البحر الميت .. والأمر هنا  يشبه استيراد  أندونيسيا لرمال شواطئ .

الحكومة ماضية كالمنشار ، ولكن هذا المنشار اقترب من حقيقة أنه لم يعد هناك من خشب .