المحور الروسي والغرب : ماذا تبقى من الكعكة السورية ؟

نشر 25 مارس 2018

في غمرة انشغال وسائل الإعلام بما يحدث بين ترامب والأجهزة الأمنية الأمريكية ووزارتي العدل والخارجية وحرب التويتر الدائرة الآن بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة ، آثرنا أن لا نتوقف كثيرا عند ذلك لأن ما في قدر علاقة ترامب  مع روسيا ستخرجه مغرفة مولر ، وبالتالي فإنه لا يجوز أن يعلو صوت على صوت سوريا  وآلامها وفواجعها بعد كل هذا الإجرام الذي يجري في الغوطة وغيرها  .

وندرك – بداية – أن الحرب الكلامية بين الروس والغرب عموما لن  تتطور إلى صدام مباشر أيا كانت سخونتها ومراميها وأسباب توقيتها  .

 هكذا يجب أن تُقرأ هذه الحرب بين أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة  وبين الروس وحلفائهم من جهة أخرى ، ولم يكن الأمر بحاجة إلا لقليل صبر لنتكشف حقيقة أن افتضاح محاولة اغتيال العميل الروسي السابق  سيرغي سكريبال ( 66 عاما ) وابنته يوليا (33 عاما ) في سالزبري جنوب غرب بريطانيا سببه   سوريا أيضا دون أن ننسى آثار  القرم وأوكرانيا  .

 فإذا كان الإسرائيليون  كشفوا يوم الجمعة بأن صناعة الغاز المميت إياه ، كانت سببا في تدخل الموساد في اغتيال جنرال روسي يدعى كونسبيتش خلال قيامه برحلة جوية من حلب إلى موسكو  في 29   نيسان من عام 2002 ( لاحظوا سوريا أيضا )  فإنه وبالإمكان – في نفس السياق –  قراءة هذا الكشف البريطاني  ومراميه ، دون أن ننسى التلويح الفرنسي أيضا بضرب معسكرات الأسد بسبب استخدامه الغازات ضد شعبه  .

الدول الفاعلة في الغرب ، وكما نشاهد ونسمع يوميا ، كلهم قرأوا  على شيخ واحد ، ورتلوا ترتيلا مؤداه : أنه ممنوع على روسيا الإستفراد بسوريا ، وممنوع على الأيرانيين والأتراك الفوز بالكعكة ولا بنصفها أو ثلثها ، فهناك آكلون نهمون آخرون أفشلوا    سوتشي وأستانا ورسخوا مفهوم جنيف ولكن بدون أي وميض حل يلوح في الأفق الملبد بالغبار والدماء .

قلنا ذات مقال : إن ما يجري في سوريا وما نشهده من تصعيد سيظل يراوح مكانه ، وسنقرأ تباعا عن انتقام هنا وسقوط طائرة هناك في حرب وكالة لا تنتهي إلا بتقاسم الكعكة وتناولها على أجساد الضحايا العرب من  السوريين السنة  الذين أصابهم ما أصاب بلال بن رباح في الصحراء مع أمية بن خلف دونما أي أمل ببدر جديدة ..

إنها نفس الصرخة : أحد أحد .