إسقاط الطائرة الإسرائيلية … معلومات استخبارية

نشر 25 مارس 2018

لا يمكن عزل إسقاط الطائرة الإسرائيلية عن التوتر الروسي – الأمريكي عقب ما حدث شرق الفرات قبل يومين ، حينما أبادت قوات أمريكية قوة من النظام السوري ومن حزب الله ومن ضباط روس كانوا يبنون جسرا عائما حيث قتل أكثر من 100 منهم  .

هذه المعلومات كشفتها تقارير صادرة عن دوائر أمنية إسرائيلية لموقع ديفكا العبري الإستخباري  نهاية الأسبوع وقد ترجمها موقع جي بي سي نيوز ونشرها في حينه .

 ولكي نفهم ما جرى يوم السبت  ، وهو اليوم الذي أسقطت فيه الطائرة الأسرائيلية ، فإنه ينبغي أن نعلم بأن طائرات أمريكية من طراز أف 15 وطائرات مروحية من طراز أباتشي ومدفعية ثقيلة وقوات خاصة أمريكية شنت في الثامن من هذا الشهر  هجوما غرب نهر الفرات  السوري على حشد عسكري مكون مما ذكر يصل تعداده إلى 500 مقاتل ، حيث رصدت القوات الأمريكية المتواجدة شرق الفرات  يوم الأربعاء  وحدات هندسة روسية تقوم ببناء جسر عائم على نهر الفرات في مكان يبعد ثمانية كيلو مترات شمال مدينة دير الزور ، ولما  لاحظت أن  قوات خاصة تتبع النظام السوري وقوات من حزب الله وميليشيات شيعية يقودها ضباط إيرانيون تستعد للإجتياز شرقا  عبر الجسر الروسي العائم ، عندها بدأت الطائرات الأمريكية المقاتلة والعمودية والمدفعية بمهاجمة هذه القوات ، فتم تدمير الجسر ، في نفس الوقت الذي قامت فيه قوات خاصة أمريكية بالإجهاز على القوات التي تمكنت من عبوره باتجاه الشرق ، حيث قتلوا جميعا  .

واعتبرت الأوساط الأستخبارية بأن هذه هي أول معركة ” علنية ” بين القوات الأمريكية وبين الروس تقع شرق سوريا .

وإذا أضفنا إلى ذلك معلومات أخرى كشفها خبير روسي في تصريحات إعلامية تقول إن الصاروخ الذي أسقط الطائرة الروسية من طراز سوخوي  25 في الثالث من هذا الشهر هو أمريكي الصنع ، وإنه بيع لجبهة النصرة من قبل قوات الحماية الكردية ، إذا فهمنا كل ذلك ، فإن ما جرى السبت يمكن فهمه بسهولة .

لقد أراد الروس الإنتقام ، ولكن بدل أن يسقطوا طائرات أمريكية بأيديهم مباشرة ، جاء الإنتقام من حليف واشنطن بأيدي النظام وحلفائه ، ولا ينتظر أبدا من روسيا أن تعترف بهذه المعلومات المسربة  .

ولما كان الشيء بالشيء يذكر  ، فإن  التصريحات الإيرانية عن تغيير قواعد اللعبة في سوريا بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية هو أشبه بالنكتة المقلوبة ، ذلك أن 12 هدفا يتبع النظام ويتبع قواعد إيرانية في دمشق وفي مطار التيفور ووسائل دفاع جوي  قد تم تدميرها عقب إسقاط الطائرة ، فلماذا لم تعمل بطاريات الصواريخ التي ستغير قواعد اللعبة ؟.

 الإجابة كانت مبطنة   من أفيخاي أدرعي  الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي الذي ألمح ليل السبت – الأحد  في تصريح صحفي  إلى ” التكنولوجيا الإسرائيلية ” وهو ما فسره مراقبون بأن الطائرات الإسرائيلية المقاتلة قامت بالتشويش على الرادارات التي تتبع  بطاريات الدفاع الجوي  مما أصابها بالعمى .

   وبالتأكيد ، فإن كل مواطن عربي سعيد بإسقاط الطائرة الإسرائيلية الإرهابية ، ولكنه سعيد أيضا بتدمير معسكرات إيرانية وميليشياوية تتبع  حزب الله الذي يحتل مع الأيرانيين سوريا ويعيث فيها فسادا .

لا نتوقع أي تصعيد ، ولكننا ايضا لا نتوقع أن قواعد اللعبة تغيرت ، فوجود حزب الله وقوات الحرس الثوري بالقرب من حدود الكيان العبري شرقا يعني أن إسرائيل ستكون تحت الحصار من جهات ثلاث إذا أضفنا كتائب القسام في غزة ، وهو ما لن تسمح به البتة ،   وهذا ما قاله نتنياهو لبوتين في اتصاله الهاتفي بعد إسقاط الطائرة والغارات الأسرائيلية  :” بأن تواجد إيران وحزب الله في سوريا وقرب الحدود  سيظل خطا أحمر ولن يسمح بتجاوزه ”  وهي رسالة يدرك معانيها الروس الغارقون في الوحل السوري ، والباحثون عن مخرج  معقول ، إذ  لا يعوزهم تطورات جديدة قد يحدثها استمرار  القصف لإسرائيلي  مما يؤثر على هيبتهم  كدولة عظمى .

هل فعلها الروس فعلا ، هل حرضوا النظام والحلفاء الإيرانيين وزودوهم بالقدرة الصاروخية ؟؟ ..

قد  تتجلى معلومات جديدة حاسمة ،  فلننتظر ما يستجد ، وعندها لكل حادث حديث .