اعتذار إسرائيل للأردن .. المعنى والغاية

نشر 25 مارس 2018

اعتذار إسرائيل للأردن رسميا عن مقتل  القاضي رائد  زعيتر الذي استشهد يوم الإثنين  في العاشر من آذار2014 ،  وتقديم تعويضات لأسرته ، وكذلك اعتذارها عن جريمة السفارة في عمان والتي استشهد فيها الأردنيان محمد جواودة والدكتور بشار حمارنة  في الثالث والعشرين من يوليو تموز من عام 2017 وتقديم تعويضات لأسرتيهما ، يعتبر رضوخا  للشروط الأردنية التي كان الكيان غير مستعد للإستجابة لها  البتة  ، حيث بدا ذلك جليا من خلال مزاعم انطفاء الكاميرات في جريمة زعيتر ، واستقبال نتنياهو لقاتل السفارة بالأحضان وأمام كاميرات الإعلام  ليضطر تحت الضغط الأردني  بعد ستة شهور من الجريمة الأولى إلى تقديم الإعتذار الرسمي والإستعداد لدفع التعويضات ، والأهم التحقيق مع مجرم  السفارة ومحاكمته وهو شرط أردني كان ولا زال صارما وفي انتظار ترجمته  .

ولا يعتقد أحد  بأن المياه بين إسرائيل والأردن  ستعود إلى مجراها الطبيعي وكأن شيئا لم يكن ، فبالإضافة إلى ما أحدثته هذه الجرائم والطريقة التي تعاملت بها إسرائيل معها  ، فإن  الملف الفلسطيني الذي هو أولوية أردنية ومصلحة وطنية عليا ، يتعرض لمؤامرة  تصفية مصيرية ،ولذلك  ، فإنه  ليس من الوارد ، وتحت أي ضغط  مهما بلغ حجمه ونوعه ،  ابتلاع قرار الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان  ، أو الممارسات الصهيونية والتي تتعمد  تجاهل الدور التاريخي للأردن  في المدينة المقدسة والوصاية الهاشمية عليها .

  إسرائيل  تدرك بأن حاجتها للأردن أكبر بكثير من حاجته إليها ، وهي لم تنس ولن تنسى يوما موقعه الجيوسياسي والإستراتيجي   ، ولقد  أدرك صناع  القرار  الصهاينة   بأن من مصلحة هذا الكيان  أن يطأطئ رأسه للأردن  وقد فعل صاغرا رغم  عنجهية نتنياهو  وعجرفة القوة التي تختال فيها عصاباته الإجرامية التي تسمى  جيشا .

إن على الساسة الأردنيين أن يؤمنوا ببلدهم وشعبهم ، كما فعل الملك في ملف السفارة وزعيتر ،  وكما سبق وفعل الراحل الحسين عندما أجبر إسرائيل على الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين  في قضية اغتيال مشعل ، فمن  هناك جاء الترياق ، ومن هنا جاء  الإعتذار ، ولا نامت أعين الجبناء .