عن السطو المسلح وتعليقات الأردنيين

نشر 25 مارس 2018

لا أعتقد بأن ظاهرة التشفي أو التفكه بما وقع من سطو مسلح على مصارف في عمان مؤخرا  هو كلام عابر غير ذي معنى ..

 فأن يواجَه سطوٌ مسلح بتعليقات ساخرة في الشارع مما اضطر مديرية الأمن العام إلى إصدار تصريح  رسمي تستهجن فيه  تعاطف البعض  مع منفذي عمليات السطو وتذكرهم بأن هذا أمر مخالف للقانون ويخضع مرتكبه للمحاكم ،  يكشف بأن الأمر ليس مجرد تعليقات فيس بوك وخلافه ، ولا نكات يتم تداولها عبر الهواتف المحمولة وتطبيقاتها المختلفة ، فالأمن العام ، وهذا مؤكد ، لديه معطيات ربما تكون خطيرة وغير منشورة عن جرائم ترتكب بكل برودة في مختلف المحافظات  ولا يمكن أن تكون ما تعرف  بجرائم  ” الخاوات  ” أولها ولا آخرها ، ومن هنا جاء الإستهجان والتحذير .

ومع أنه  بالإمكان الحديث بإسهاب عن هذه القضية وذيولها ومعناها السوسيولوجي إلا أنني سأعتمد “مبدأ خير الكلام ما قل ودل ”   فأدعو  من هذا المنبر لتشكيل  فريق متخصص  ومتفرغ لدراسة مثل هذه الظاهرة من قبل مختلف الجهات الرسمية المعنية وغير الرسمية  ومن الجامعات  لكي يتم تشخيصها فيسهل درء خطرها  ، دون أن ننسى بأن سياسة العصا الغليظة في ظل ارتفاعات الأسعار ورفع الدعم عن الخبز وتحرير السلع لا تغني فتيلا ولا تجدي ،  خاصة  مع وجود آلاف العاطلين عن العمل والمرضى الذين يتم مماطلتهم في حصولهم على إعفاءات طبية كما وقع مع الرضيعة التي توفيت قبل أيام ووالدتها تنتظر لأكثر من ثمانية عشر يوما تحويلها إلى المدينة الطبية لإجراء عملية قلب مفتوح فماتت قبل وصول التحويل ، وهي قضية أثيرت علنا في البرلمان  .

هناك  كثير من القضايا يمكن إخراجها والحديث عنها ،والمخفي أعظم ،  دون أن ننسى بأن هؤلاء الأردنيين الذين لا يمكن تبرير تعاطفهم مع هذه الجرائم ، وأدعو لرصدهم وتحذيرهم وإفهامهم خطأهم  ، أقول : هؤلاء أطلقوا تعليقاتهم بالتزامن مع عمليات السطو ، نعم ،  ولكن – أيضا – بالتزامن مع وضع الحكومة الأردنيين كالشموع  أمام عواصف البطالة والفاقة  والأسعار ، ولكي يكتمل المشهد ، وضعهم مؤخرا  أمام  بيع لوحة سيارة بالمزاد العلني بمبلغ نصف مليون دينار أردني .

المسألة ليست طبقية  وبرجوازية وبروليتاريا على رأي ماركس ،  بل هي شعور فطري بالحلم ، أي حلم ، حتى لو كان تعليقا ساخرا ومحرما ومن نسج الخيال .