عن نقل مصانع صواريخ إيران من سوريا إلى الضاحية

نشر 25 مارس 2018

تنشط إسرائيل هذا الأوان ، وأكثر من أي وقت مضى ضد التواجد الإيراني في سورية ، ويبدو أنها نجحت في إبطاء وتيرة إقامة مصانع صواريخ إيرانية في هذا البلد الذي بات محتلا من قوى إقليمة وعظمى .

وإذا كان هناك  شبه إجماع  على أن مؤتمر سوتشي الأخير ( سوتشي بالمناسبة مدينة شركسية مسلمة تدعى  ” تشاشا ”  احتلها القيصر الروسي في القرن التاسع عشر بعد أن أباد نصف أهلها وشرد البقية الباقية منهم إلى الدولة العثمانية ) .. إذا كان سوتشي  فشل في هدفه فشلا ذريعا ، فإن  زيارة نتنياهو الأخيرة أرادت أن تقول للروس : بأنهم موجودون وبقوة ، وأن بإمكانهم قلب الطاولة ، وسبق زيارة نتيناهو تصريحات إسرائيلية قال مطلقوها  : ” إن على الروس عدم إسقاط طائراتنا لنتجنب إسقاط طائراتهم ، وإن أمرا كهذا بحاجة إلى تأكيد ما اتفقنا  عليه سابقا ، حيث لا مزاح حيال تواجد الحرس الثوري  على الحدود  وجنوب سوريا بشكل عام “.

ولقد تواترت الأنباء التي تحدثت عن أن  نتتنياهو لم يعد من موسكو بخفي حنين ،  إلا أن ما كشفته بعض المصادر الإستخبارية الأسرائيلية ، وكشفته  مواقع عبرية  هو أن الأيرانيين تنبهوا إلى أنه ليس بإمكانهم منع إسرائيل من قصف مواقعهم ومصانعهم  في سوريا  ، ومن أجل ذلك فإنهم بدأوا بتسريب هذه المصانع إلى لبنان ،حيث لن  يكون سهلا على الأسرائيليين قصفها بالطائرات لأسباب ذات صلة  بالعلاقات الدولية ، وإن كانت إسرائيل لا تعير ذلك كثير اهتمام  ، ولكنه محرج على كل حال    ، ولعل ذلك هو ما حدا بوزارة الدفاع الإسرائيلية إلى البدء بإنتاج صواريخ عالية الدقة بمدى يصل من 150 – 300 كيلو مترا بشكل أولي ، وهي صواريخ تقول إسرائيل بأنها ستغني عن الطلعات الجوية وبإمكانها ” هدم أي طابق في أي بناية ببيروت كما تفعل الطائرات تماما ” وفق بعض تعليقات ضباط وخبراء .

ولا يجب أن يفهم الرفض الإسرائيلي للتواجد الأيراني على أنه صراع وجود بين الطرفين ،  بل هو صراع مصالح ونفوذ قد يفضي إلى فتح سفارات بينهما إن تم التوافق عليها ، ففي سجل الطرفين صفحات ذهبية من العلاقات المتميزة حتى في ظل وجود الخميني إبان الحرب العراقية الأيرانية ، حينما توجت العلاقة  بصفقات أسلحة وصور أقمار صناعية وخلافها ، وتجلى عمق العلاقة بينهما في احتلال العراق ، حيث سلمت الولايات المتحدة هذا البلد للأيرانيين بمباركة تل أبيب التي تعتبر أن العالم السني هو الخطر الحقيقي عليها وليس جعجعات الملالي ، ولقد رأينا كيف أن الحشد الشعبي المدعوم من إيران كان يقاتل في العراق  تحت غطاء جوي أمريكي  .

وعطفا على ما سبق ، فإننا نشاهد ونرى سباقا محموما بين مختلف القوى الدولية  في سوريا  للوصول إلى أهداف بعينها  ، وهو أمر مؤلم ومحزن ، حيث إن كل هذه الصراعات يدور رحاها في بلاد عربية باتت محتلة  سواء من قبل الولي الفقيه الأيراني ،  أو الدب الروسي ، أو راعي البقر الأمريكي ، أو السلطان التركي ،  أما  العرب ففي مأتم دائم وعلى رأي فاضل عواد  : لا خبر لا جفية لا حامض حلو لا شربات ”   .