عهد التميمي .. من تكون ؟

نشر 25 مارس 2018

ما وصفته محامية الطفلة الفلسطينية عهد التميمي من أساليب الإحتلال في التعامل مع الأسرى الأطفال ، يجب أن لا يتوقف عند حدود اللقاء الذي أجرته معها المدينة نيوز بالفيديو ، بل يجب أن تتم متابعته عبر كل القنوات القانونية في العالم ، لأننا نتحدث هنا عن معتقلين أطفال يبلغ عددهم أكثر من 350 معتقلا ،قبل أن يتم اعتقال 100 طفل إضافي منذ إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان .

أما التهم التي وجهت للتميمي فهي 12 تهمة من مثل شتم الجنود ، طردهم ، ضرب أحدهم على وجهه ، إعاقة عملهم ، وضع حواجز ، حمل مقلاع ، التحريض على إسرائيل ، وما يشبه ذلك من تهم حتى وصل العدد إلى 12 تهمة ، بحيث أنه لو قدر لعهد أن تنجو من واحدة فستقع في براثن أخرى .

ووفق وصف المحامية، فإن نقل الأطفال من السجون إلى المحكمة يتم من خلال سيارات ذوات مقاعد حديدية ، حيث يتم ربط الأسير بالسلاسل ( ونتحدث هنا عن التميمي كأنموذج ) دون أي فرصة لتغيير الجلسة أو تبديل مكان القيد من يد إلى أخرى ، أو قدم إلى أخرى ، وتتم عملية النقل وسط حراسة مشددة وفي رحلة تستغرق أكثر من 20 ساعة من السجن إلى المحكمة ، ولكم أن تتخيلوا خلالها تعليقات وشتائم الجنود وتهكماتهم بحيث لا يسمحون لها بالنوم أو الإسترخاء وغيره .

السيدة بثينة دقماق ، رئيسة مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية ، والتي زارت الأردن مؤخرا ضيفة على الشبكة القانونية للنساء العربيات ، فسرت في حديثها لماذا بدت عهد التميمي صامتة خلال الثواني التي ظهرت فيها على شاشات القنوات خلال المحاكمة ،لماذا لم تشاغب أو تعلق ، أو تصرخ ، مكتفية بابتسامة بريئة وكأنها تترقب معلومة عن موعد إطلاق سراحها ، أو تفسيرا عن مصير والدتها التي اعتقلت هي الأخرى في نفس الليلة الداجية التي داهمت فيها قوة مدججة من الجنود منزلهم الآمن في قرية النبي صالح ( آخر المعلومات أن لائحة اتهام جديدة بحق والدتها تم إعدادها لاستمرار اعتقالها ) .. لماذا كانت عهد صامتة ولا تتحدث إلا بعينيها الطفلتين الحائرتين ؟؟..

تقول المحامية بثينة : إننا لا يجب أن نستغرب ذلك حينما نعلم بأن أي كلمة احتجاج أثناء النقل أو المحاكمة ستكلف عهد عزلا انفراديا ، وحرمانا من النوم ، وإهانات معلنة وغير معلنة ، وتهما جديدة ، ولربما يكلفها أعواما إضافية في السجن كما وقع مع الأسير أحمد مناصرة الذي حكم عليه 13 عاما ، وقد صمتت استجابة لطلب من محاميتها الإسرائيلية ” اليسارية ” التي تدافع عنها بالإضافة إلى مجموعة من المحامين الفلسطينيين .

لقد اختيرت عهد التميمي شخصية للعام 2017 بلا منازع في أكثر من استطلاع ، وذلك لصلابتها ودفاعها عن أرضها ووطنها وحقها ، ولكنها تظل – شأن جميع الأطفال من أترابها الأسرى – أكثر حساسية وأعمق تأثرا ، وبرغم ذلك فهي باتت قدوة ومثلا يحتذى للصغار والكبار من العرب ومن عموم بني البشر من طالبي الحرية والإنعتاق، حيث رفعت صورها في أكثر من قارة من خلال مسيرات تطالب بإطلاق سراحها ، حتى باتت أيقونة من ايقونات الحرية في زمن الإستعباد والإستخذاء .

عهد التميمي .. هي طفلة فلسطينية صرخت كما صرخ غيرها من أطفال ونساء فلسطين منذ سبعين عاما : واعرباه ، وا معصتماه ، ولكنها – للأسف – لم تسمع غير صدى يقول : لقد أسمعت لو ناديت حيا .